إذا عصرتنا الحياة ما الذي سيخرج منا ?

إذا أخذتَ برتقالةً وعصرتها بقوةٍ ماذا تتوقع أن يخرج منها ؟

الجواب : عصير برتقال .

هذا صحيح و لن يخرج أيُّ شيءٍ آخر غير عصير البرتقال مهما عصرنا ،

فلن يخرج لك أبداً عصير تفاح ولا عصير جزر !

السؤال هنا لماذا ؟

لماذا عندما نعصر البرتقال يخرج لنا عصير البرتقال ؟

الجواب ببساطة

لأنَّ هذا ما بداخلها فهي تحتوي على عصير البرتقال .

فإذا قِسْنا هذا على أنفسنا ،

و لنفترض ضغط عليك أحدهم أو ضايقك أمرٌ ما ،

أو أسمعكَ أحدُهم شيئاً يضايقك أو تصرَّف أحدهم معك بطريقةٍ سيئةٍ ، أو أي أمرِ أهانك

أو جُرِحت مشاعرُك من شخصٍ مقرَّبٍ إلى نفسِك ،

فسيصدر عنك التالي : غضبٌ - حقدٌ - كراهيةٌ - قسوةٌ - توترٌ - خوفٌ - إزدراء .وربما تصرفات غير مسؤوله أخرى

و إذا عاتبك أحدٌ على انفعالك هذا أجبت :

إنَّ كلَّ هذا خرج مني بسب أنَّ الآخر أغضبني و استفزني و جرحني ولم أتمالك نفسي لأنه يستحق !

لكنَّ الحقيقة و الواقع هو أنَّ ما يخرج هو ما يحتويه الداخل فينا

تماماً مثل عصير البرتقال !

إذآ ما الحل كيف نتغلب على هذه السلوكيات التي ربما نبغضها من الآخرين وربما نبغضها بعد ما نهدأ ونثوب لرشدنا ( ماذا أفعل )

لتكن أرواحاً راقية

نتسامى عن سفاسف الأمور و عن كلِّ ما يخدش نقاءنا

نحترم الآخرين بمقدار ما نطلبه من الآخرين من إحترام لذواتنا ونتمنى منهم تقديمه لنا

عندما نتحدثُ نتحدث بِعمقٍ وصدق

نطلب بأدبٍ ، و نشكر بذوقٍ ، و نعتذر بِصدقٍ

نترفع عن التفاهات و عن القيل و القال

نحبُّ بصمتٍ و نغضب بصمتٍ ونتعامل بصدق بطهارة قلوبنا

و إن أردنا الرحيل فليكن رحلينا بصمتٍ